الاثنين، 18 يوليو 2016

شذرات نورانيّة (11)الجهاد

شذرات نورانيّة (11)

الجهاد
• قال تعالى:  يا أيُّها النبيُّ جاهِدِ الكُفّارَ والمنافقينَ وآغْلُظْ عَلَيهم   [ سورة التحريم:9 ].
ـ  وفَضَّلَ اللهُ المجاهدينَ عَلَى القاعدينَ أَجْراً عظيماً   [ سورة النساء:95 ].
ـ  وَلَنَبْلُوَنَّكُم حتّى نَعلَمَ المجاهدينَ مِنكُم والصابِرينَ ونَبْلُوَ أخبارَكُم   [ سورة محمّد:31 ].
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما مِن خُطوةٍ أحبَّ إلى الله مِن خُطوتين: خطوة يَسُدّ بها مؤمنٌ صَفّاً في سبيل الله، وخُطوة يخطوها مؤمنٌ إلى ذي رَحِمٍ قاطعٍ يَصِلُها.. » ( أمالي الشيخ المفيد:8 ).
• وعن الإمام الباقر عليه السلام: « أتى رجلٌ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فقال: إنّي راغبٌ نشيطٌ في الجهاد، قال: « فجاهِدْ في سبيل الله، فإنّك إن تُقتَلْ كنتَ حيّاً عند الله تُرزَق، وإنْ مِتَّ فقد وقع أجرُك على الله، وإن رجعتَ خرجتَ من الذنوب إلى الله » ( نور الثقلين 409:1 ـ عن تفسير العيّاشي 206:1 / ح 152 ).
• وفي ( نهج البلاغة ) قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام في إحدى خطبه: « إنّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة فَتَحَه اللهُ لخاصّةِ أوليائهِ، وهو لباسُ التقوى، ودِرعُ الله الحصينة، وجُنّتُه الوَثيقة.. » ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 74:2 ).
وقال عليه السلام: « إنّ الجهاد أشرفُ الأعمال بعد الإسلام، وهو قِوامُ الدِّين، والأجرُ فيه عظيمٌ مع العِزّة والمَنَعَة، وهو الكَرّة، فيه الحسناتُ والبشرى بالجنّة بعد الشهادة.. » ( نور الثقلين 408:1 / ح 429 ).
• وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ أوّلَ مَن قاتل في سبيل الله إبراهيمُ الخليل، حيث أسَرَت الرومُ لوطاً، فنَفَر إبراهيمُ عليه السلام واستَنقَذه من أيديهم » ( مستدرك الوسائل 9:11 / ح 12286 ). وقال صلّى الله عليه وآله: « مَن تَرَك الجهادَ ألبَسَه الله ذُلاًّ في نفسه، وفَقراً في معيشته، ومَحْقاً في دِينه » ( نور الثقلين 506:4 ـ عن أمالي الصدوق:462 / ح 8 ).
• وجاء عن الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: « جاهِدُوا في سبيل الله بأيديكم، فإن لم تَقْدِروا فجاهدوا بألسنتكم، فإن لم تَقْدروا فجاهدوا بقلوبكم » ( بحار الأنوار 49:100 / ح 23 ).
وكان من آخر وصاياه عليه السلام قوله: « أللهَ اللهَ في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله » ( شرح نهج البلاغة 5:17 ).
• قال تعالى:  والَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهدينَّهُم سُبلَنا، وإنّ اللهَ لَمَعَ المحسنين   [ سورة العنكبوت:69 ].
• وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أفضل الجهاد مَن أصبح لا يَهمّ بظل أحد » ( بحار الأنوار 314:75 / ح 32 ـ عن: المحاسن للبرقي:292 ).
• وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « جهاد المرأة حُسنُ التبعُّل » ( بحار الأنوار 99:10 / ح 1 ـ عن الخصال ).
وقال عليه السلام: « أوّل ما تُنكِرون من الجهاد جهادُ أنفُسِكم » ( غرر الحكم / ح 3331 ).
ـ « إنّ المجاهد نفسَه على طاعة الله وعن معاصيه، عند الله سبحانه بمنزلةِ بَرٍّ شهيد » ( غرر الحكم / ح 3546 ).
ـ « مجاهدة النفس شيمة النبلاء » ( غرر الحكم / ح 9756 ).
ـ « ينبغي للعاقل أن لا يَخلُوَ في كلِّ حالٍ من طاعة ربّه، ومجاهدة نفسه » ( غرر الحكم / ح 10922 ).
• وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله بعَثَ بِسَريّة، فلمّا رجعوا قال: « مرحباً بقومٍ قَضَوُا الجهادَ الأصغر، وبقيَ الجهاد الأكبر »، قيل: يا رسول الله، وما الجهادُ الأكبر ؟! قال: « جهادُ النفس » ( بحار الأنوار 182:19 / ح 31 ـ عن: الكافي 33:1 ).
• وعن الإمام عليّ عليه السلام: « جاهِدْ نفسَك على طاعة الله مجاهدةَ العدوّ عدوَّه، وغالِبْها مُغالبةَ الضدّ ضدَّه، فإنّ أقوى الناس مَن قَوِيَ على نفسه » ( غرر الحكم / ح 4761 ).
الاجتهاد
• في خطابٍ تنبيهيّ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا معشرَ المسلمين، شَمِّروا فإنّ الأمرَ جِدّ، وتأهَّبُوا فإن الرحيلَ قريب، وتَزوَّدوا فإنّ السفرَ بعيد، وخَفِّفُوا أثقالكم فإنّ وراءَكم عَقَبةً كَؤُوداً لا يَقطعُها إلاّ المُخِفُّون » ( بحار الأنوار 186:77 / ح 32 ـ عن: إعلام الدين لأبي الحسن الديلميّ ـ من رواية ابن ودعان ).
• وقال صلّى الله عليه وآله: « إجتَهِدوا في العمل، فإن قَصُر بكمُ الضَّعفُ فَكُفُّوا عن المعاصي » ( بحار الأنوار 171:77 / ح 7 ـ عن كنز الفوائد:184 ).
• وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: « عليكم بالجدّ والاجتهاد، والتأهُّب والاستعداد، والتزوُّدِ في منزل الزاد، ولا تَغُرّنّكمُ الدنيا كما غَرّت مَن كان قَبلَكم من الأُمم، الماضية، والقرون الخالية » ( بحار الأنوار 83:73 / ح 46 ـ عن: نهج البلاغة: الخطبة 230 ).
• ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: « أشدُّ الناس اجتهاداً مَن ترك الذنوب » ( بحار الأنوار 192:78 / ح 5 ـ عن: الخصال: 16 / ح 56 ).
• ومن كلام حكيم للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قال: « سبعة أشياء بغير سبعة أشياء مِن الاستهزاء: مَنِ استغفرَ بلسانه ولم يندم بقلبه فقدِ استهزأ بنفسه، ومَن سأل اللهَ التوفيق ولم يجتهد فقدِ استهزأ بنفسه، ومن استحزم ولم يَحذَر فقد استهزأ بنفسه، ومَن سأل اللهَ الجنّة ولم يَصبِر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه، ومَن تعوّذ بالله من النار ولم يترك شهواتِ الدنيا فقد استهزأ بنفسه، ومَن ذكَرَ اللهَ ولم يَشتَقْ إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه! » ( بحار الأنوار 356:78 / ح 11 ـ عن: كنز الفوائد للكراجكي:150 ).
الجهل
• قال تعالى:  إنّا عَرَضْنا الأمانةَ على السماواتِ والأرضِ والجبالِ فأبَيْنَ أن يَحمِلْنَها وأشْفَقْنَ مِنها وحَمَلَها الإنسانُ إنّه كان ظَلُوماً جَهُولاً   [ الأحزاب:72 ].
• ومن كلمات أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام في تعريف الجهل:
ـ « الجهل داءٌ وعَياء. الجهل يُزِلّ الأقدام. الجهل يُفسِد المعاد. الجهل أصلُ كلِّ شرّ. لو أنّ العِبادَ حينَ جَهِلوا وَقَفوا، لم يَكفُروا ولم يَضِلّوا! » ( غرر الحكم/ ح 689، 485، 848، 819، 7582).
أمّا في تعريف الجاهل فكان منه عليه السلام في بعض أقواله:
ـ « الجاهل لا يعرف تقصيرَه، ولا يقبل مِن النصيح له. الجاهل لا يرتدع، وبالموعظة لا ينتفع. الجاهل مَن خدعته المطالب. الجاهل صخرةٌ لا ينفجر ماؤها، وشجرةٌ لا يَحْضَرٌ عُودُها، وأرضٌ لا يظهر عُشبُها » ( غرر الحكم / ح 1809، 1729، 1190، 2081).
• وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « أعقلُ الناس محسنٌ خائف، وأجهلهم مُسيءٌ آمِن » ( بحار الأنوار 165:77 / ح 2 ـ عن: غوالي اللآلي ).
• وجاء عن الإمام عليّ عليه السلام قوله: « كفى بالعالِِمِ جهلاً أن يُنافيَ علمُه عملَه. كفى بالمرء جهلاً أن يرتكب ما نهى عنه. حَسْبُك من الجهل أن تُعجَب بعلمِك » ( بحار الأنوار 8:78، و 48:2 ).
• وقال الإمام الصادق عليه السلام: « كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً » ( بحار الأنوار 379:70 / ح 26 ـ عن: تفسير القمّي ).
• وتلكما كلمتان لأمير المؤمنين عليه السلام لم يتنبّه الناس لهما:
ـ « الناسٌ أعداءُ ما جَهِلوه » ( بحار الأنوار 14:78 / ح 72 ـ عن: مطالب السَّؤول لابن طلحة الشافعي:57 ).
ـ « لا تُعادُوا ما تجهلون؛ فإنّ أكثر العِلمِ فيما لا تعرفون » ( غرر الحكم / ح 10246 ).
جهنّم
• قال تعالى:  إنّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرصاداً * لِلطاغينَ مَآباً   [ سورة النبأ:21، 22 ].
• وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « إحذَروا ناراً قَعرُها بعيد، وحَرُّها شديد، وعذابُها جديد! دارٌ ليس فيها رحمة، ولا تُسمَع فيها دعوة، ولا تُفرج فيها كُربة » ( شرح نهج البلاغة 165:15 ).
وقال سلام الله عليه أيضاً: « إعلموا أنّه ليس لهذا الجِلدِ الرقيقِ صبرٌ على النار، فارحموا نفوسكم، فإنّكم قد جَرّبتموها في مصائب الدنيا، أفرأيتُم جَزَعَ أحدِكم من الشوكة تُصيبُه، والعثرة تُدْمِيه، والرمضاء تُحرقُه، فكيف إذا كان بين طابَقَينِ من نار، ضَجيعَ حَجَر، وقَرينَ شيطان ؟! » ( نهج البلاغة: الخطبة 183 ).
• وقال تعالى:  سَرابيلُهم مِن قَطِرانٍ وتَغْشى وُجوهَهُمُ النار   [ سورة إبراهيم:50 ].
ـ  فالَّذينَ كَفَروا قُطِّعَت لَهُم ثيابٌ مِن نارٍ يُصَبُّ مِن فوقِ رُؤوسِهِمُ الحَميم * يُصْهَرُ بهِ ما في بُطُونِهِم والْجُلودُ * ولهم مَقامِعُ مِن حَديد   [ سورة الحجّ:19 ـ 21 ].
• قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « لو أنّ سِربالاً من سَرابيلِ أهل النار عُلِّق بين السماء والأرض لَمات أهلُ الدنيا من رِيحه » ( بحار الأنوار 280:8 / ح 1 ـ عن: تفسير القمّي ).
• قال تعالى:  وإن مِنكُم إلاّ وارِدُها كانَ على ربِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجّي الذينَ آتَّقَوا   [ سورة مريم:71، 72 ).
قال أمير المؤمنين عليه السلام: « لن يَنجُوَ مِن النار إلاّ التاركُ عملَها » ( غرر الحكم / ح 7404 ).
• وقال تعالى:  قِيلَ آدخلُوا أبوابَ جَهَنّمَ خالدِينَ فيها فَبِئْسَ مَثْوى المتكبِّرين   [ سورة الزمر:72 ].
• قال الإمام الباقر عليه السلام: « إنّ في حهنّمَ لَجَبلاً يُقال له: الصعدى، وإنّ في الصعدى لَوادياً يُقال له: سَقَر، وإن في سَقَرَ لَجُبّاً يُقال له: هَبْهَب، كلَّما كُشِف غطاء ذلك الجُبّ ضَجّ أهلُ النار مِن حَرِّه، وذلك منازل الجبّارين » ( بحار الأنوار 297:8 / ح 49 ـ عن: ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق:324 / ح 1 ).

الخميس، 17 مارس 2016

الصفات الذاتية للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر


الصفات الذاتية للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر






الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية كبيرة وتكليف شاق، لاَنّه ليس مجرد ألفاظ تردّد أو كلام يقال، وليس مجرد أمر ونهي، وإنّما هو اصلاح وتغيير للمحتوى الداخلي للاِنسان، وصياغة جديدة للاَفكار والعواطف والسلوك.

ولهذا فلابدّ ان يتّصف الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر بخصائص وصفات متميزة، تؤهلهم لخوض غمار المسؤولية إلى نهاية الشوط في تغيير ذهنية المجتمع إلى ذهنية اسلامية، وتغيير سلوكه إلى سلوك اسلامي.

وبما إنّ الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو تكليف شرعي فيجب أن يكون المكلّف ـ في جميع أحواله وفي جميع مراحل المسؤولية ـ مخلصاً لله تعالى، وان يتوكل عليه، ويستمد العون والنصرة منه وحده، وان يستخدم الاساليب المشروعة في ادائه للتكليف والمسؤولية، وان يكون متفائلاً بالنجاح، وان يندفع ذاتياً للعمل لا ينتظر أجراً ولا جزاءً بشرياً من أحدٍ، وإنّما أجره على الله تعالى.

الخصائص والصفات الذاتية
أولاً: العلم والمعرفةمن أهم الخصائص والصفات أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عالماً بقواعد وأسس المنهج الاِسلامي، ليصلح ويغيّر على ضوئها، والحد الاَدنى من العلم أن يكون مطّلعاً اطلاعاً إجمالياً على اُصول العقيدة الاِسلامية، واُصول العقائد السائدة في المجتمع، وان يكون على علم بالاحكام الشرعية التي تصنّف إلى: معروف ومنكر، وتصنّف أيضاً إلى: واجب ومستحب، وحرام ومكروه، ومباح، والحد الاَدنى أن يكون على علم بمسائل يبتلي بها أفراد المجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلاّ من كان فيه ثلاث:... عالماً بما يأمر به عالماً بما ينهى عنه. وقال الاِمام الصادق عليه السلام: "إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إيّاك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم"1. وينبغي أن يطّلع المكلّف على السيرة النبوية وسيرة أهل البيت عليهم السلام وسيرة المصلحين، ليكون أكثر خبرة في أداء العمل.

وأن يكون على معرفة بأحوال المجتمع وخصائص أفراده من حيث أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم العملية، وأن يكون مطّلعاً على الاَحداث والمواقف ليتخذ الاُسلوب الانجح في حركته الاِصلاحية، وأن يكون قادراً على تشخيص ما ينبغي أن يعمله تبعاً للظروف من حيث اللين والشدّة، أو الحيطة والحذر، أو الاسراع والتأني. وأن يكون مطّلعاً على الفوارق الطبيعية بين بلدٍ وآخر، أو قوم وآخرين. وعدم المعرفة بالاوضاع الاجتماعية والفردية، أو بعدم استخدام الاُسلوب الاَنجح، أو عدم الاطّلاع على أساسيات المفاهيم والقيم الاِسلامية، قد تؤدي إلى نتائج عكسية ومنها النفور من الاِسلام أو من الداعين له. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح". وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام: "العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلاّ بعداً" 

ثانياً: القدوةإن لم يكن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قدوة لغيره فإنّ عمله لايثمر، ولا يستطيع أن ينفذ إلى القلوب لتتبناه الجوارح في ممارسات عملية، فالناس ينظرون إلى شخصية من يريد اصلاحهم وتغييرهم ومدى تجسيده للمفاهيم والقيم التي يدعوهم إلى التمسك بها، ومقدار ابتعاده عن النواهي التي يدعو للانتهاء عنها.

ثالثاً: الشجاعةإنّ مواجهة الناس ومواجهة الاحداث والمواقف لتغييرها بالاِسلام بحاجة إلى الشجاعة والاقدام، لاَنّ الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر والداعي له سيصطدم بشهوات البعض، وبالضعف النفسي لهم، ويصطدم بالجاهلين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويصطدم بالمنحرفين الذين يبغضون الصلاح والسمو الروحي والسلوكي، ويصطدم بمخططات ومؤامرات أعداء الاِسلام أو التيارات الفكرية المنحرفة التي لا يروق لها انتشار مبادئ الاِسلام في المجتمع، ويصطدم بالقوى الشريرة التي تقابله بالاذى والتكذيب والاستهزاء، ويصطدم بالمثبطين له عن الانطلاق في التكليف أو الاستمرار به. ولذا فهو بحاجة إلى أن يتسلح بالشجاعة وان تكون احدى خصائصه وصفاته، لينطلق دون خوف أو وجل أو تردد أو تراجع.

رابعاً: الاِيثارللايثار دور كبير في خلق الاجواء الروحية والنفسية لنمو حركة الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالناس ستنشدّ عواطفهم ومشاعرهم للمتصفين بهذه الصفة، وهذا الانشداد يمكن استثماره للتأثير على أفكارهم ومواقفهم العملية.

خامساً: الزهدالزهد في أموال الناس وممتلكاتهم، والزهد الذاتي في الحياة الدنيا، يساعد على زرع ثقة الناس بالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، فيشعرون بانه لا يرجو دنياً ولا جاهاً في قيامه وتبنّيه لحركة الاصلاح والتغيير، وإنّما يعمل لذات المسؤولية تقرباً إلى الله تعالى. وبالزهد يكتسب محبة الناس. 2


1- الكافي 1: 43.
2- كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / مركز الرسالة للتحقيق _ الفصل الثالث.

أفضلية اهل البيت على الانبياء...عقيدة لابدّ منها

أفضلية اهل البيت على الانبياء...عقيدة لابدّ منها


بسم الله الرحمن الرحيم 

و صلى الله على سادة الخلق أجمعين من الاولين و الآخرين محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين المظلومين الصابرين الراضين المرضيين .

بأبي انتم و امي و نفسي و روحي و اهلي و مالي و جميع ما خوَّلني به ربي يا اهل بيت النبوه ....
أفضلية اهل البيت (ع) على الانبياء ليست مجرد فكرة او رأي ، 
بل هي عقيدة لابدَّ منها ، و ضرورة من ضرورات من تابع و شايع اهل البيت (ع) .... و لابدَّ للشيعي الإمامي ان يعتقد بأفضلية محمد و آل محمد على جميع الخلق بما فيهم الانبياء جميعاً ،
و قد ينكر البعض تلك العقيده خوفاً من المخالفين و تعييرهم لنا ، و لكن لا ... 
لا مجال للمساومة في العقيدة ابداً .... و هل ترك المخالفون شيئاً من عقائدنا الا و عيَّروه و سخروا منه بلا حجة او برهان !؟!؟ ، فلماذا لا نتخلى عنها بينما نتخلى عن عقيدة تفضيل محمد و آله على الانبياء ؟؟؟!! ،
أما يكفي اهل البيت الظلم الذي لاقوه ، فنأتي نحن شيعتهم كي نظلم حقهم !؟ 

اما مسألة كون اهل البيت افضل من الانبياء عقيدة واجبه ، ففد صرَّح بهذا العلماء ...
و أقوال علمائنا التي تدل على وجوب الاعتقاد بتلك العقيده ، هي كالآتي :-


اوائل المقالات للشيخ المفيد [ص70 وص71 ]
- القول في المفاضلة بين الأئمة والأنبياء - عليهم السلام -

يقول ( قدس سره ) :- قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة (ع) من آل محمد (ص) على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبينا محمد (ص)، وأوجب فريق منهم لهم الفضل على جميع الأنبياء سوى أولي العزم منهم - عليهم السلام - وأبى القولين فريق منهم آخر وقطعوا بفضل الأنبياء كلهم على سائر الأئمة (ع)، و هذا باب ليس للعقول في إيجابه والمنع منه مجال ولا على أحد الأقوال فيه إجماع، وقد جاءت آثار عن النبي (ص) في أمير المؤمنين - عليه السلام - وذريته من الأئمة، والأخبار عن الأئمة الصادقين أيضا من بعد، وفي القرآن مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الأول في هذا المعنى، وأنا ناظر فيه وبالله اعتصم من الضلال.

الشيخ المفيد يجعل قول الفريق الاول ( و هم الذين فضلوا الائمة على الانبياء ) راجع الى عدة مواضع في القرآن ، يعني هي عقيدة قرآنيه .... و اتباع القرآن واجب حتمي ! .


قال الشيخ الصدوق في كتابه الهداية فيما يجب على المؤمن اعتقاده:
"ويجب أن يعتقد أن الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد (ص) ومن بعده الأئمة صلوات الله عليهم، وأنهم أحب الخلق إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه، وأولهم إقراراً به، لما أخذ الله ميثاق النبيين في عالم الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى، وبعدهم الأنبياء.
وأن الله بعث نبيه (ص) إلى الأنبياء (ع) في عالم الذر، وأن الله أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبينا (ص) وسبقه إلى الإقرار به.
ويعتقد أن الله تبارك وتعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته صلوات الله عليهم، وأنه لولاهم ما خلق الله السماء والأرض ولا الجنة ولا النار ولا آدم ولا حواء ولا الملائكة ولا شيئاً مما خلق صلوات الله عليهم أجمعين". (الهداية في الأصول والفروع ص23)

و للعلامة المجلسي رسالة اسمها رسالة "العقائد"، وهي رسالة مختصرة ألفها خلال ليلة واحدة في مشهد الإمام الرضا (ع) في أواخر شهر محرم من عام 1087هـ، ولهذا تسمى الرسالة الليلية، وميزة هذه الرسالة أنه ألفها بعد تأليفه لموسوعته الحديثية "بحار الأنوار" وبعد اطلاعه الواسع على أحاديث أهل البيت (ع) والتحقيق فيها، وقد أكد العلامة المجلسي في وصيته على أهمية هذه الرسالة، وقال (قدس سره) في بداية رسالته:

"
يا أخواني لاتذهبوا يمينا ولا شمالا، واعلموا يقينا أن الله تعالى أكرم نبيه محمدا (ص) وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين، ففضلهم على جميع خلقه، وجعلهم معادن رحمته وعلمه وحكمته، فهم المقصودون في إيجاد عالم الوجود، والمخصوصون بالشفاعة الكبرى والمقام المحمود، ومعنى الشفاعة الكبرى أنهم وسائط فيوض الله تعالى في هذه النشأة والنشأة الأخرى، إذ هم القابلون للفيوض الإلهية والرحمات القدسية، وبتلطفهم تفيض الرحمة على سائر الموجودات،.....وأيضا لما كنا في غاية البعد عن جناب قدسه تعالى، وحريم ملكوته، وما كنا مرتبطين بساحة عزه وجبروته، فلابد أن يكون بيننا وبين ربنا سفراء وحجب ذوو جهات قدسية وحالات بشرية، يكون لهم بالجهات الأولى ارتباط بالجانب الأعلى، بها يأخذون عنه الأحكام والحكم، ويكون لهم بالجهات الثانية مناسبة للخلق يلقون إليهم ما أخذوا عن ربهم.
فلذا جعل الله تعالى سفراءه وأنبياءه ظاهرا من جنس البشر وباطنا متباينين عنهم في أطوارهم وأخلاقهم ونفوسهم وقابلياتهم، فهم مقدسون روحانيون قائلون: ﴿ إنما أنا بشر مثلكم ﴾(الكهف/110) لئلا تنفر عنهم أمتهم، ويقبلوا عليهم، قال تعالى: ﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾(الأنعام/9).
وبه يمكن تفسير الخبر المشهور في العقل بأن يكون المراد بالعقل نفس النبي (ص)، وأمره بالإقبال عبارة عن طلبه إلى مراتب الفضل والكمال والقرب والوصال، وإدباره عن التوجه بعد وصوله إلى أقصى مراتب الكمال إلى التنزل عن تلك المرتبة والتوجه إلى تكميل الخلق.
ويمكن أن يكون قوله تعالى: ﴿ قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا ﴾ (الطلاق/10-11) مشيرا إليه بأن يكون إنزال الرسول كناية عن تنزله عن تلك الدرجة القصوى التي لايسعها ملك مقرب ولانبي مرسل إلى معاشرة الخلق وهدايتهم ومؤانستهم.
فكذلك في إفاضة سائر الفيوض والكمالات، هم وسائط بين ربهم وبين سائر الموجودات، فكل فيض وجود يبتدأ بهم صلوات الله عليهم، ثم ينقسم على سائر الخلق، ففي الصلاة عليهم استجلاب للرحمة إلى معدنها، وللفيوض إلى مقسمها، لتنقسم على سائر البرايا". (العقائد ص16 – 22)

العلامة المجلسي يحذر بقوله (( يا أخواني لاتذهبوا يمينا ولا شمالا )) ، مشيراً الى ان تفضيل الائمة على الانبياء هي " الطريقة الوسطى " التي لابد من إتباعها كي ينجو الانسان ! .

و قال المجلسي الثاني (قدس سره): " إعلم أن ما ذكره (رحمه الله) من فضل نبينا وأئمتنا صلوات الله عليهم على جميع المخلوقات وكون أئمتنا أفضل من سائر الأنبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبع أخبارهم (عليهم السلام) على وجه الإذعان واليقين والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى " ( البحار 26 / 297.)
فالعلامة يشير الى ان عدم الاعتراف بأفضليتهم (ع) على الانبياء هو عدم اذعانٍ لما ورد عنهم من اخبار ، و عدم الاذعان و الائتمام بقول اهل البيت معروف الحكم !! .
و قال المجلسي ( قدس سره ) ايضاً في الاعتقادات: 78 في الحواشي في الباب الحادي عشر في سياق حديثه عن الضروريات . (( وأما إنكار ما عُلم ضرورة من مذهب الإمامية، فهو يلحق فاعله بالمخالفين، ويخرجه عن التديّن بدين الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين كإمامة الأئمة الإثني عشر وفضلهم وعلمهم، ووجوب طاعتهم، وفضل زيارتهم، وأمّا مودتهم وتعظيمهم في الجملة، فمن ضروريات دين الإسلام، ومنكره كافر كالنواصب والخوارج.
وممَّا عد من ضروريات دين الإمامية؛ استحلال المتعة وحج التمتع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد بن معاوية وكل من حارب أمير المؤمنين صلوات الله عليه أو غيره من الأئمة، ومن جميع قتلة الحسين صلوات الله عليه وقول «حي على خير العمل» في الأذان.
ثم لا بد أن تعتقد في النبي والأئمة (صلوات الله عليهم) أنهم معصومون من أول العمر إلى آخره، من صغائر الذنوب وكبائرها، وكذا في جميع الأنبياء والملائكة، وأنهم أشرف المخلوقات جميعاً، وأنهم أفضل من جميع الأنبياء والملائكة، وأنهم يعلمون علوم جميع الأنبياء، وأنهم يعلمون علم ما كان وعلم ما يكون إلى يوم القيامة )) .


و يقول السيد الخميني ( قدس سره ) : "وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله، وقد قال جبرائيل عليه السلام كما ورد في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت"، وقد ورد عنهم عليهم السلام: "إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل 
( الحكومة الاسلاميه / ص 52 / ط المكتبه الاسلاميه الكبرى ) 

و هذه تصريحات واضحه جليَّه من علماء المذهب ان إعتقاد افضلية اهل البيت على جميع الخلق بما فيهم الانبياء المرسلين و الملائكة المقربين هو واجب و ضروري لابد منه ..... 

و العلماء لم يقولوا كلامهم هذا عن هوىً او إجتهاد رأي .... بل الاخبار مجمعة على تفضيل 
محمد
و علي
و فاطمة
و الحسن
و الحسين
و علي بن الحسين السجاد
و محمد بن علي الباقر 
و جعفر بن محمد الصادق
و موسى بن جعفر الكاظم
و علي بن موسى الرضا
و محمد بن علي الجواد
و علي بن محمد الهادي
و الحسن بن علي العسكري
و م ح م د بن الحسن المهدي
صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين 
على جميع الانبياء و الملائكه بما لا مجال للقياس اصلاً !!! .

و من ادلة ذلك الكثيرة جداً :

1- تصريح اهل البيت صلوات الله عليهم بأفضليتهم على جميع الخلق
2- كونهم علة ايجاد الوجود و سبب خلق الخلق
3- انهم اهل بيت لا يقاس بهم احد من الخلق ( اي ان الانبياء لا يقاسون بهم اصلاً !! )
4- انهم اول من خلق الله و انهم خلقوا من نور الله قبل جميع المخلوقات و الموجودات
5- ان الانبياء نالو النبوة بعد الاقرار بولايتهم و محبتهم
6- ان الانبياء كانوا يتفاضلون فيما بينهم بولاية و محبة محمد و آله (ص)
7- ان مقام اهل البيت لا يدرك حقيقته و كنهه نبي مرسل ، و لا يدركه مخلوف ابداً
8- قولهم (ع) قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا مخلوقين و لن تبلغوا... فهو يدل على بلوغهم اعلى مرتبه من مراتب المخلوقات كما هو واضح
9- توسل و استغاثة و استشفاع الانبياء بهم
10- كون الانبياء شيعة لـمحمد و آل محمد (ص) و اتباع لهم
11- حاكمية محمد و آله (ص) و سلطتهم و شفاعتهم يوم القيامه على جميع الخلق و احتياج الانبياء لهم
12- كونهم جميعاً في مقام و منزلة تكاد تكون واحده مع رسول الله (ص) و رسول الله اتفاقاً افضل من جميع الانبياء
13- كون محمد و آله (ص) اعلم من جميع الانبياء
14- أفضلية مقام الامامه على مقام النبوة و الرساله ، و هيمنة الامام على الدنيا و الآخره .

و كما هو واضح فبعض النقاط تبين انه لا مجال اصلاً للمقاسية بين محمد و آله (ص) و بين الانبياء ، ككونهم علة الوجود و انهم لا يقاس بهم احد و ان الانبياء تفاضلوا و نالوا النبوة بعد الاقرار بولايتهم ، فكل ذلك يبين ان لا مجال بتاتاً للمقاسية بين محمد و آله (ص) و بين الانبياء (ع) ! .

و لكل نقطة من تلك النقاط كم هائل من الاحاديث و الروايات ، و بمجموع الروايات ، ينتج ما يتجاوز حد التواتر بأضعاف ... و بالتالي القطع و الجزم بأفضلية محمد و آله صلى الله عليهم على الانبياء و جميع الخلق !


يــتـــبـــع في نــفــس الــمــشـــاركـــه
و السلسله قد تطـــوووول ....

تغير مع كتاب الله


تغير مع كتاب الله





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد الامين وعلى اله الهداة الميامين 


هذه وقفات مع آيات القران الحكيم التي تدعونا ان نغير انفسنا وحالنا لحال افضل واكمل ، كما نعرف من خلالها مضامين القران التربوية والروحية ، وهذه تدبرات وتأملات اضعها بين ايديكم احبتي واخوتي الكرام رواد منتدى الكفيل ، واهدي ثواب كتابتها لكل مؤمن وقارئ لكتاب الله متأملاً عظيم ارشاداته ، كما اني اكتبها هنا بداعي التعلم والتربية فاعلم نفسي بهذه التعالم الالهية واربيها بهذه النوادر النفيسة.
هيا بنا نتغير مع اول آية من كتاب الله .

قال تعالى: (
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد:11]الخلاصة: ( التغير هو التمسك بالحق والانتقال من المعصية وهجر الله الى عز الطاعة والنعيم بقرب المولى الاوحد الفرد الصمد ، فكل تغير يحصل في حياتنا مرجعه نحن ، فان كان شراً كتبدل النعمة الى نقمة فهو من شرور انفسنا)
ما معنى التغير الذي يريده القران الكريم ؟
يريد من كل واحد منا ان يضع نفسه في المقام الرفيع ، وهذه ليست مثالية خيالية يجبرنا القران عليها ، انما وراء هذا الدعوة واقع حقيقي ، وُجِدَ الانسان لاجله ، كل شيء في هذه الحياة اذا تأملته يدعوكَ الى الله ، ولم تُحل مشاكل البشر بابتعادهم عن الله ، وعن شرعه ، حتى اولئك الذين يدعون معرفة الله ، يعرفون بالاختبار والمواقف ، فالتغيير الذي اراده كتاب الله لا يعني تجديد القول او الفكر فقط ، بل القرب منه والتمسك به ، وفلسفة الحياة الحقيقة قائمة على الارتباط بالمقدس الاعظم ، كارتباط الطفل بوالديه فانه يراهما مصدر كل عطاء وخير وفيض ، من لم يتغير عن واقع المعصية الى واقع التوبة والقرب لا يُسمى متغييراً حقيقياً.
التغير يعني الهروب من دنيا المعاصي الى دنيا التزود والانطلاق مع نحو كسب الخير والاحسان ، وصور ذلك كثيرة جداً.
الانسان المتغير قرانياً هو ذلك الفرد الذي يَنعم بالقرب والخير والاطمئنان ، فالانسان مشدود لله بالفطرة السليمة ،

والتغير هنا يعني رجوع الانسان الى فطرته الاصلية والثبات عليها ومنها يكون الانطلاق بالمعارف والحقائق.

لنتأمل في هذه الرواية المباركة ، سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : " قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم . . . الآية " فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر
بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز وجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة . وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وأذهب أموالهم ، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل ، وشئ من سدر قليل ، ثم قال : " ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الكافي: ج2 ، ص274.

السبت، 30 يناير 2016

مقدّمات الصلاة

مقدّمات الصلاة

الفرائض

الصلوات الواجبة، وهي:

1- الصلوات اليوميّة الخمس،‏ ومنها الجمعة، وقضاء الولد الأكبر عن والده1.
2- صلاة الطواف الواجب‏.
3- صلاة الآيات.‏
4- الصَّلاة الّتي التزمها المكلّف على نفسه بنذر أو إجارة أو غيرهما.
5- الصَّلاة على الأموات.

أوقات الفرائض‏

1- وقت الظهرين:

من زوال الشمس2 إلى غروبها، وتختصّ الظهر بأوّله والعصر بآخره.

2- وقت العشاءين:

أ- من المغرب إلى نصف الليل، وتختصّ المغرب بأوّله والعشاء بآخره.
ب- الأحوط وجوباً لمن أخّرها عن نصف الليل (لاضطرار أو نسيان أو عمد) الإتيان بها إلى طلوع الفجر بقصد ما في الذمّة3.


3- وقت صلاة الصبح:

ما بين طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.

وقت الفضيلة

1- وقت الفضيلة للظهر من الزوال إلى بلوغ الظلّ الحادث من الشاخص مثله.

2- وقت الفضيلة للعصر من بلوغ الظلّ أربعة أسباع الشاخص4 إلى مثلين، بل لا يبعد أن يكون مبدؤها بعد مقدار أداء صلاة الظهر.

3- وقت فضيلة المغرب من المغرب إلى ذهاب الشفق، وهو الحمرة المغربيّة.

4- وقت فضيلة العشاء من ذهاب الشفق إلى ثلث الليل.

5- وقت فضيلة الصبح من أوّله إلى حدوث الحمرة المشرقيّة.

ترتيب الفرائض‏

1- لو قدّم العصر على الظهر، أو العشاء على المغرب عمداً بطل ما قدّمه.

2- لو قدّم ما ذكرناه سهواً فهنا صورتان:

أ- إن تذكّر بعد الفراغ فيحكم بصحّة ما قدَّمه، ويأتي بالأولى بعده5.
ب- إن تذكّر في الأثناء فيعدل بنيّته إلى السابقة، إلّا إذا لم يبق محلّ للعدول كما إذا قدَّم العشاء، وتذكّر بعد الدخول في ركوع الرابعة فإنّ العشاء تكون باطلة، فيأتي بالمغرب ثمّ بالعشاء.

3- يجوز الإتيان بالصلوات المستحبّة، وصلاة القضاء في وقت الفريضة ما لم يتضيّق.

القبلة

1- يجب استقبال القبلة مع الإمكان في الفرائض، يوميّة كانت أو غيرها حتّى صلاة الجنائز، وفي النافلة أيضاً إذا أتى بها على الأرض حال الاستقرار، أمّا حال المشي والركوب فلا يُعتبر.

2- تحدّد القبلة بـما يلي:

أ- العلم.‏
ب- البيّنة المستندة إلى المبادئ الحسّيّة.
ج- مع تعذّر العلم والبيّنة يبذل تمام جهده ويعمل على ظنّه6.
د- مع تساوي الجهات يصلّي إلى أربع جهات إن وسع الوقت7، و إلّا فبقدر ما وسع.


3- من صلّى إلى جهةٍ بطريق معتبر ثمّ تبيّن خطؤه فهنا صورتان:

الأولى: إن كان منحرفاً عنها إلى ما بين اليمين واليسار (أقل من 90 درجة) صحّت صلاته.
الثانية: إن تجاوز انحرافه عمّا بينهما (أي 90 درجة وما فوق) أعادها في الوقت دون خارجه حتّى مع الاستدبار، والأحوط استحباباً القضاء8.



آداء أفعال الصلاة

آداء أفعال الصلاة



الركوع‏

1- يجب في كلّ ركعة من الفرائض اليوميّة ركوع واحد، وهو جزء ركنيّ تبطل الصَّلاة بنقصانه عمداً وسهواً، ولا بزيادته عمدًا وسهوًا إلّا في الجماعة...، وذلك للمتابعة بتفصيل يأتي في محلّه.

2- يُعتبر في الركوع أمور، منها:

أ- الانحناء بحيث تصل يده إلى ركبته1، والأحوط استحباباً وصول الراحة إليها2.

ب- أن يكون الانحناء بقصد الركوع، فلو انحنى بقصد وضع شي‏ء على الأرض، فلا يكفي في اعتباره ركوعاً، بل لا بدّ من القيام ثمّ الانحناء له.

3- لو نسي الركوع فهوى إلى السجود فهنا ثلاث صور:

أ- أن يتذكّر قبل وضع جبهته على الأرض فحكمه أن يرجع إلى القيام ثمّ يركع، ولا يكفي أن يقوم منحنياً إلى حدّ الركوع.

ب- أن يتذكّر بعد الدخول في السجدة الأولى أو بعد رفع الرأس منها، فحكمه العود إلى الركوع كما مرّ وإتمام الصَّلاة، ثمّ إعادتها على الأحوط وجوباً3.

ج- أن يتذكّر بعد الدخول في السجدة الثانية أو بعد الفراغ منها، فهنا تبطل صلاته، وتجب إعادتها.

4- يجب الذكر في الركوع، ويجوز أن يأتي بالتسبيحة الكبرى (سبحان ربّي العظيم وبحمده) مرّة واحدة، لكن إن اختار ذِكْراً صغيراً كـ (سبحان الله) فالأحوط وجوباً أن يأتي به ثلاث مرّات4.

5- تجب الطمأنينة حال الذكر الواجب، فإن تركها عمداً بطلت صلاته، بخلافه سهواً، وإن كان الأحوط استحباباً مع السهو الاستئناف أيضا5ً.


السجود

1- يجب في كلّ ركعة سجدتان، وهما معاً ركن تبطل الصَّلاة بزيادتهما معاً في الركعة الواحدة أو نقصانهما عمداً أو سهواً، أمّا لو أخلَّ‏ بسجدة واحدة زيادة أو نقصاناً سهواً فلا بطلان.

2- لا بدّ في السجود من الانحناء، ووضع المساجد السبعة على الأرض، على وجه يتحقّق به مسمّى السجود، من دون اشتراط لحجم ما يضع جبهته عليه، فيكفي بمقدار رأس الأنملة، إلّا أنّ الأحوط استحباباً أن يكون موضع السجود بمقدار درهم.

3- المراد من الجبهة هنا:

طولاً: ما بين قصاص الشعر وطرف الأنف الأعلى والحاجبين.
عرضاً: ما بين الجبينين.

4- الأحوط وجوباً الاعتماد على الأعضاء السبعة، فلا يجزي مجرد المماسّة.

5- يجب الذكر والطمأنينة في السجود كما مرّ في الركوع، إلّا أنّ التسبيحة الكبرى هنا هي: (سبحان ربّي الأعلى وبحمده).

6- يجب في السجود وضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه على ما مرّ في مكان المصلّي.|

7- يجب رفع الرأس من السجدة الأولى والجلوس بعدها مطمئنّاً معتدلاً.

8- لا يجوز ارتفاع الجبهة عن موقف المصلّي ولا العكس أكثر من أربعة أصابع متعارفة مضمومة.

9- لو وضع جبهته من غير عمد على الممنوع من السجود عليه جرّها عنه إلى ما يجوز السجود عليه، وليس له رفعها عنه، ولو لم يمكن إلّا الرفع المستلزم لزيادة السجود فالأحوط وجوباً إتمام الصَّلاة ثمّ إعادتها6.

10- لو ارتفعت جبهته عن الأرض قهراً وعادت إليها قهراً تحسب سجدة واحدة.

11- الأحوط وجوباً عدم ترك جلسة الاستراحة، وهي الجلوس مطمئنّاً بعد رفع الرأس من السجدة الثانية قبل أن يقوم.

12- من عجز عن السجود7، له عدّة حالات:

أ- إن أمكنه تحصيل بعض المراتب الميسورة من السجود فيجب تحصيله.
ب- إن لم يتمكّن من الانحناء أصلاً أومأ إليه برأسه.
ج- إن لم يتمكّن فبالعينين.
د- الأحوط وجوباً رفع ما يسجد عليه مع ذلك إذا تمكّن من وضع الجبهة عليه.


التشهّد

1- التشهّد جزء واجب غير ركنيّ.

2- يجب التشهّد في:

أ- الصَّلاة الثنائيّة مرّة واحدة بعد رفع الرأس من السجدة الأخيرة.
ب- الصَّلاة الثلاثيّة والرباعيّة مرّتين:

الأولى: بعد رفع الرأس من السجدة الأخيرة في الركعة الثانية.
الثانية: بعد رفع الرأس منها في الركعة الأخيرة.

3- الواجب في التشهّد أن يقول: "أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد"8.

4- يجب في التشهّد اللفظ الصحيح الموافق للقواعد العربيّة، ومن عجز عنه وجب عليه تعلّمه.

5- يجب في التشهّد الجلوس مطمئنّاً.


التسليم‏

1- التسليم جزء واجب في الصَّلاة، وله صيغتان:

أ- "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
ب- "السلام عليكم" ويستحبّ أن يضيف عليه "ورحمة الله وبركاته".

2- يستحب أن يقول قبل التشهد: "السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته"9.

3- إذا أتى المكلَّف بالصيغة الأولى من التسليم فيستحبّ له الإتيان بالصيغة الثانية.


الترتيب‏

يجب التّرتيب في أفعال الصَّلاة، فيجب تقديم تكبيرة الإحرام على القراءة، والفاتحة على السورة، وهي على الركوع، وهو على السجود وهكذا.

1- لو قدّم ركناً على ركن بطلت الصَّلاة، سواءً أكان عمداً أم سهواً.

2- لو قدّم ركناً على غير ركن عمداً بطلت الصَّلاة.

3- لو قدّم غير ركن على غير ركن عمداً بطلت الصَّلاة.

4- لو قدّم ركناً على ما ليس بركن سهواً فلا بأس.

5- لو قدّم غير ركن على ركن سهواً فلا بأس.


الموالاة 10

1- تجب الموالاة في أفعال الصَّلاة بمعنى عدم الفصل بين أفعالها على وجه

تنمحي صورتها، بحيث يصحّ سلب اسم الصَّلاة عنها، فلو ترك الموالاة بهذا المعنى عمداً أو سهواً بطلت الصَّلاة.

2- الموالاة بمعنى المتابعة العرفيّة واجبة على الأحوط وجوباً، لكن لا تبطل الصَّلاة بتركها سهواً.

3- كما تجب الموالاة في أفعال الصَّلاة كذلك تجب في القراءة والتكبير والذكر والتسبيح11.


1-الإمام الخامنئي دام ظله: بل بحيث تصل رؤوس أصابعه إلى ركبتيه.
2-الإمام الخامنئي دام ظله: الأحوط وجوباً وضع الراحتين حال الركوع على الركبتين.
3-الإمام الخامنئي دام ظله: لا تجب إعادتها بل يتّمها، ثمّ بعد الانتهاء من الصَّلاة يسجد سجود السهو من أجل زيادة السجدة على الأحوط وجوباً.
4-الإمام الخامنئي دام ظله: يجب أن يكون ذكر الركوع التسبيحة الكبرى، أو أيّ ذكر آخر بشرط أن يكون مساوياً لثلاث مرّات من الصغرى. وأمّا الصَّلاة على النبيّ وآله صلى الله عليه وآله وسلم فهي دعاءٌ، ويشكل احتسابها مكان الذكر وحدها، بل الأحوط وجوباً ضمّ الذكر إليها.
5-الإمام الخامنئي دام ظله: تعتبر الطمأنينة في الأذكار الواجبة والمستحبّة الّتي يؤتى بها في حالة خاصّة كالركوع أو السجود. وأمّا مطلق الذكر فيجوز على كلّ حال ولا يشترط الطمأنينة فيه.
6-الإمام الخامنئي دام ظله:إذا وُضعت الجبهة على غير ما يصحّ السجود عليه وجب تحريكها حتّى يصل إلى التربة ونحوها بدون رفعها عن الأرض، وإذا كان رفع الجبهة عن الأرض لأجل أن يسجد على التربة عن جهل أو نسيان وكان ذلك في سجدة واحدة من السجدتين في الركعة الواحدة فالصَّلاة صحيحة ولا يجب الإعادة، وإذا كان رفع الجبهة للسجود على التربة عن عمد أو في كلتا السجدتين من كلّ ركعة فالصَّلاة باطلة ويجب إعادتها.
7-الإمام الخامنئي دام ظله: إذا عجز عن السجود الواجب فهنا صور:
1 ـ إذا أمكنه وضع المساجد الستّة على الأرض، فيجب ذلك، وينحني بالمقدار الممكن، ويضع السجدة على شيء مرتفع ويضع جبهته عليها، فإن لم يمكن ذلك فالأحوط وجوباً أن يدفع السجدة ويضعها على جبهته.
2 ـ إذا لم يمكنه وضع المساجد الستّة على الأرض، فيجب السجود وهو قائم وذلك بالإيماء أو الإشارة.
3 ـ إذا كان لا يقدر على القيام أصلاً فيجلس على كرسي ونحوه ويضع السجدة على شيء أمامه ويسجد عليها.
8-الإمام الخامنئي دام ظله: يجزي في التشهّد الواجب في الصَّلاة الإدغام بأن يقول: أشهد ألا بدّل أشهد أن لا.
9-الإمام الخامنئي دام ظله: إذا كان المكلّف عند قول (السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته) يلتفت يميناً التفاتة فاحشة باعتقاد جواز ذلك، فإن كان مقصّراً في ذلك وجبت الإعادة إذا كان الالتفات فاحشاً بحيث يجعل صفحة وجهه بحذاء يمين القبلة أو شمالها.
10-الإمام الخامنئي دام ظله: الموالاة معناها الإتيان بأجزاء الصَّلاة تباعاً من دون إيجاد فاصل زمني طويل بينها وغير متعارف. فلو فصل كذلك بحيث انمحت صورة الصَّلاة أو خرج عن الصَّلاة، بطلت صلاته.
11كتاب زبدة الأحكام / مركز نون للتأليف.

الخميس، 21 يناير 2016

السورة في القرآن

السورة في القرآن



أ- معنى السورة: السورة من العلو والارتفاع، بمعنى رفعة المقام والمنزلة، أو من الإحاطة، كإحاطة السور بالمدينة. والسورة في القرآن عبارة عن مجموعة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع، وهي مأخوذة من أحد المعنيين المتقدّمين.

ب- ترتيب السور داخل المصحف: اختلف الباحثون على ترتيب السور داخل المصحف إلى قولين:
- القول الأوّل: توقيفية ترتيب السور داخل المصحف: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطّلع على أنّه توقيفي صادر عن حكيم، منها:
- موافقة أوّل السورة لآخر ما قبلها، كآخر الحمد في المعنى وأوّل البقرة.
- انسجام الوزن في اللفظ، كآخر "تبت" وأوّل الإخلاص.
- مشابهة جملة السورة لجملة الأخرى مثل ﴿وَالضُّحَى و﴿أَلَمْ نَشْرَحْ.
والواقع: أنّ هذه الأسباب مجرّد استنسابات لا تصلح دليلاً على توقيفية ترتيب السور داخل المصحف.

- القول الثاني: عدم توقيفية ترتيب السور داخل المصحف: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ ترتيب السور إنّما هو من الصحابة في الجمعين الأوّل والثاني بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الدليل عليه:
- ما روي: مِن وضع عثمان الأنفال وبراءة بين الأعراف ويونس، وقد كانتا في الجمع الأوّل متأخّرتين.
- ما ورد من مغايرة ترتيب مصاحف سائر الصحابة للجمع الأوّل والثاني كليهما.
- ما روي: مِن أنّ مصحف الإمام علي عليه السلام كان مرتّباً على ترتيب النزول، فكان أوّله اقرأ، ثمّ المدثّر...
- ما روي: مِن أنّ ترتيب سور مصحفي أُبَي بن كعب وعبدالله بن مسعود يغايران المصحف الموجود.

ج- عدد سور القرآن: روي عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: "سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ثواب القرآن... ثمّ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة".

د- فوائد تقسيم القرآن إلى سور: إنّ لتقسيم القرآن إلى سور فوائد عدّة، أبرزها:
- مراعاة الأهداف والموضوعات المختلفة في القرآن.
- السهولة في تعلم القرآن وحفظه وقرائته.
- صيانة القرآن من التحريف من خلال تسهيل عملية الحفظ.
- تعذّر الإتيان بمثيل للقرآن حتى بالنسبة إلى أقصر سورة، دون اقتصار التحدّي على كبار السور.

هـ- تبويب السُور: اشتهر بين المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبويب السور القرآنية ضمن مجموعات، بحيث تضمّ كلّ منها مجموعة من السور، حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أُعطيت مكان التوراة، السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور، المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصَّل"، ومن هذه المجموعات من السور المبوّبة:
- السبع الطول: أطول سبع سور في القرآن، وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف. ووقع الاختلاف في تحديد السورة السابعة، فنقل عن سعيد بن جبير أنّها سورة يونس، وقال آخرون أنّها سورة الكهف.
- المئون: أقصر من السبع الطوال، وتزيد سورها على مائة آية، وهي: التوبة، النحل، هود، يوسف، الكهف، الإسراء، الأنبياء، طه، المؤمنون، الشعراء، الصافات.
- المثاني: السور التي يقلّ عدد آيات كلّ منها عن المائة، وهي عشرون سورة تقريباً، وسميت بهذا الاسم لأنها ثنّت المئون، أي كانت بعدها. وورد في تسميتها بذلك وجوه أخرى.
- المفصّل: قصار السور. وسمّيت بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة، وآخر سورة في المفصّل هي سورة "الناس" بلا خلاف، ولكن وقع الخلاف حول أوّل سورة فيه، على اثني عشر رأياً، أهمّها اثنان: الأوّل: أنّها "سورة الحجرات"، والثاني: أنّها "سورة ق"، وهو الأصحّ عند أهل الأثر.

و- أسماء السور:- أسباب تسمية السور: يوجد أسباب عدّة كانت بمثابة الداعي لتسمية سور القرآن، منها:
- تسمية السورة بحسب الموضوع الغالب أو البارز الذي تتعرّض له، مثل: سورة النساء، الحج، التوحيد، الأنبياء، الأحزاب، المؤمنون، المنافقون، الكافرون.
- تسمية السورة باسم النبي أو الشخص الوارد اسمه فيها، مثل: نوح، هود، إبراهيم، يونس، يوسف، سليمان، محمد، لقمان، مريم، آل عمران، المؤمن، الكهف.
- تسمية السورة بحسب الحروف المقطعة الواردة في مطلعها، مثل: ق، ص، يس، وطه.
- تسمية السورة بأسماء بعض الحيوانات الوارد ذكرها فيها، مثل: البقرة، النحل، النمل، العنكبوت.
- تسمية السورة بحسب أبرز أقسامها، مثل: سورة الجمعة، الفتح، الواقعة، الحديد، المطففين.
- تسمية السورة بما ورد القسم به فيها، مثل: الفجر، الشمس، الضحى، التين، العاديات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المعيار الأساس في تسمية السور يدور مدار أهمّيّة الموضوع الذي تطرحه على الأعمّ الأغلب، وليس على نحو الموجبة الكلّيّة.

- نماذج من أسماء السور:
- السور التي لها اسم واحد فقط، وهي أغلب سور القرآن.
- بعض السور التي لها اسمان: البقرة = فسطاط القرآن، النحل = النعم، حم عسق = الشورى، الجاثية = الشريعة، القتال = محمد، الرحمن = عروس القرآن.
- بعض السور التي لها ثلاثة أسماء: المائدة = العقود = المنقذة، غافر = الطول = المؤمن.
- بعض السور التي لها أربعة أسماء: براءة = التوبة = الفاضحة = الحافرة.
- بعض السور التي يزيد عدد أسمائها على عشرين اسماً: الفاتحة = الحمد = أم الكتاب = أم القرآن السبع المثاني = الوافية = الكنز = الكافية = الأساس الشفاء = الشافية = الصلاة.

* كتاب علوم القرآن، مركز نون للتأليف والترجمة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.